random
جاري التحميل ...

في البدء كانت الكلمة


باسم الله أبدأ، عاقدًا العزم على خوض #تحدي_رديف، الذي أرجو أن يعينني الله عليه، فأتم ميقاتي أربعين يومًا كما عاهدت نفسي.


أنا طارق الخميس شخص أحَبَّ القراءة مذ كان طفلًا، وفكّر أن يكتب شيئًا يسيرا، على سبيل المشاركة فقط، لا بقصد التأثير والتغيير، وإحداث فارق في هذا الكون، فهو إنسان بسيط، لا يحدث نفسه بشيء كبير كهذا، فضلًا عن السعي إليه!

اليوم الأحد الخامس من فبراير لعام 2023، أرسل رسالة مختومة لنفسي. يُفضّ ختمها بعد أربعين يومًا بإذن الله، سوف أفتحها يوم التمام لأرى ما فيها.

‏بدأت هذه المرة مستحضرًا المشهد المتكرر كل سنة، فأنا أضع اهدافًا ذكية واضحة، ولا ألبث شهرًا أو شهرين، حتى تنطفيء شعلة حماسي، وأنسى أهدافي وأتخلى عنها تمامًا.

الخطة هذه السنة اقتصرت على أهداف قليلة، لكن بتركيز عالٍ. وكان على رأس الهرم منها تطوير الكتابة والبدء بالنشر. لأنني أزعُم - والزعم: ظن راجح غير جازم - أنني قادر على كتابة شيء ما، فأنا رجل قرأت، وطالعت، وجالست الناس واستمعت إليهم. 
وكنت في صباي كثير السؤال، ذا فضولٍ ورغبة بالمعرفة، فاجتمع عندي شيء كثير، كنت قد وددت توثيقه، وكتابته. لكن تعاقب الزمان، والكسل، والتسويف، أثقلتني وألهتني عن الكتابة.

تجاهلت الكتابة مدة طويلة، إلا أنها لم تتجاهلني. ظننت أنها قد ذهبت عني، لكنها بقيت تظهر بين الحين والآخر. تُطلّ برأسها عندما أقرأ نصًا رائعًا، أو حين أرى صاحبًا لي قد سطّر حروفًا بديعة وكلمات بليغة، تنادي بصوت المحب ولهفة المشتاق: أما آن لك أن تبدأ !؟

والآن، وبعد سنوات، ألبّي رغبتها، وأستجيب لندائها، مع تحدي رديف.

أعلم أن المهمة شاقة، والطريق طويلة (أو طويل، فالطريق يُذكّر ويؤنّث) وأُدرك أن قلق البدايات يحاصرني، والخوف من الفشل يجعلني أقدم رجلًا وأؤخّر أخرى.

نعم فالإنسان عدو ما يجهل، ويكره خلق روتين جديد، وإقحام نفسه فيما لا خبرة له به. لأن البقاء في دائرة الراحة غريزة فطرية في الإنسان، والحاذق هو من يحسن التعامل معها لا من ينكرها.

تجد الواحد منا يعاني في البداية، ثم لا يلبث إذا استمر على هذه العادة الجديدة أن يجعلها من روتينه الطبيعي، ومع تكرارها وتعميقها تصبح هذه العادة الجديدة ضمن دائرة الراحة التي تكونت مرة أخرى. فالإنسان يعتاد ويتأقلم، ولولا ذلك لهلك.

أتخيل نفسي بعد انقضاء الأمد والوفاء بالشرط، فلا ترتسم بخيالي صورة مشرقة، أو نهاية درامية سعيدة؛ لأنني ببساطة سأكتب ما يروق لي، وما يخطر ببالي، وسأحرص على جعل التوقعات صفريـّة قدر الإمكان.


هذه المقالة أول حجر كريم أنظمه في العقد، أعدها ألا أتركها وحيدة، فما الفائدة من عقد ناقص!؟

عن الكاتب

Tariq Al Khamis

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

طارق الخميس