random
جاري التحميل ...

كيف تحقق أهدافك بسرعة؟؟

مع مطلع كل عام، نكون متحمسين ونسارع في وضع أهدافنا السنوية، نرسمها ونشعر أننا سنحققها بلا تردد. في شهر يناير تنتهي الخطط وتُدرس وتُوضع لها الجداول، وما يَمرّ شهرٌ أو شهران إلا وقد تسلل إلينا اليأس، وأخذ منا التشتت، وفَتَّ في عضدنا الإحباط والقنوط.

خلق الله الكون بنظام وسنن. منها أن كل شيء يحتاج إلى زمن. لا تنضج الطبخة في ثوانٍ، ولا يَشبّ الطفل في أيام. هكذا هي الحياة منتظمة رتيبة. للأسف، انغماسنا في مزايا هذا العصر، قلص من مساحة صبرنا، وصرنا نتذمّر من معاناته ولا نطيق انتظار نتائجه، وهذا من أكبر الأسباب التي تجعلنا نتخلى عن أهدافنا، وفي بعض الأحيان نكرهها.


لكن لننتظر لحظة، كيف نحقق هدفًا ونحن لم نحدده بدقة كافية؟ دقة تجعلنا نعلم علم اليقين هل حققناه أم لا.

 سألتْ أليس الأرنب أين الطريق؟ فأجاب وإلى تودين الذهاب؟ 

أجابت أليس: في الحقيقة لا أعلم.

قال الأرنب: إذاً كل الطرق ستؤدي بك إلى هناك!!

صدق الأرنب (أو صدقت، لايهم). تحديد الهدف هو الضوء الذي ينير لنا ظلمة الطريق. لا تمض في هدف لم تحدده، وأعني بتحديده هنا تحديد ماهيته وزمنه وقياسه. 


حددنا هدفنا وكان مَقيسًا مُؤقتًا قابلا للتطبيق، هل انتهينا؟ لا طبعًا، فالهدف غاية لها طريق نسلكه، وفي نهايتها بوابة تحدد لنا هل وفينا بالمطلوب أم لا. وخير ما تسلك به طريق هدفك أن تصنع له خطة عمل، في متنها تحدد الخطوات التي يجب اتباعها لتحقيق الأهداف المحددة، وفي حاشيتها تضع الموارد المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف، وتحدد فيها المسؤوليات والأدوار إن كانت مطلوبة. ستحتاج إلى علاقات جيدة، واستثمار في الذات. الهدف تحدٍ شاق، وليس شيئًا يؤخذ بلا مبالاة. ولو قُدِّر لك أنك وضعت خطة ولم تطبقها، فتلك حسرة ستزيد ألمك في شهر ديسمبر أضغافًا، لأنك عرفت ولم تَلزَم.


نحن بشر من لحم ودم، وهذا الأمر قد يكون لصالحنا أحيانًا. نحن جوعى إلى التحفيز والمكافأة، نحن نشعر بقلق يجعلنا نتساءل: هل ما نقوم به له فائدة؟؟ نحن نَمَلُّ ونتعب. لا أجد سبيلاً لتحقيق الأهداف مع كل هذه الصفات التي تجري في دمائنا، إلا أن نحفز أنفسنا، ونضع نصب أعيننا الفوائد التي سوف نحصل عليها جرّاء تحقيق هذه الأهداف، وننفض غبار الكسل بالمكافأة المناسبة، والكلمة الطيبة التي تمسح على قلوبنا وتمنحنا وقودًا للمضي. الأهداف تتغذى على الإيجابية والتفاؤل.


ركّــز. لا تنشغل ببُنَيّات الطريق عن الطريق اللاحب الواسع. وأعني بذلك أن تنشغل بالتركيز على الأولويات. تذكر أن العمر قصير ومحدود، ولا يتسع لكل شيء. حدد الأهداف الأكثر أهمية وركز عليها أولاً، وتأكد من تحقيقها قبل التحول إلى الأهداف الأخرى التي تليها في الأهمية.


هل أنت تتقدم بشكل صحيح؟ ما أكبر الخيبة لو انتهت السنة واكتشفنا أننا أضعنا الوقت في أهداف لم يعد لها حاجة. سيجنبنا تلك الصدمة أن نقوم بما يسمى: تقييم التقدم المحرز. ويعني أنه يجب عليك تقييم التقدم الذي أحرزته بانتظام (كل ثلاثة أشهر) وتقييم ما إذا كنت تتقدم بما يكفي لتحقيق الأهداف المحددة أم لا، أو إجراء التعديلات اللازمة في الخطة، أو حتى الأهداف إذا لزم الأمر. 


إن الذين يعيشون في هذا العصر محظوظون فهم يتمتعون بأدوات وتقنيات جبارة، لو صحت لأجدادنا ما ماتوا كما يقول أهل الشام. فالحزم والذكاء، أن نستفيد من هذه الأدوات والتقنيات، خذ مثالًا على ذلك، البرامج والتطبيقات التي تساعد على تنظيم الوقت وإدارة المهام، إنها مرتبة على أن تأخذ بيد صاحبها خطوة بخطوة ويوماً بعد يوم ليصل إلى غايته المنشودة، ويأكل "كيكة" تحقيق الأهداف بإذن الله.


باختصار، لتحقيق الأهداف بسرعة، يجب تحديدها بوضوح مثل مسدس الليزر، ثم وضع خطة عمل محكمة يُبدأ فيها فورًا، ودفع النفس و تحفيزها وتشجيعها ومكافأتها، والتركيز على الأولويات والهدف الأكثر أهمية ثم مايليه، ثم تقييم التقدم المحرز ومراجعة الخطة والأهداف، والاستفادة مما يسره الله لنا من وسائل عظيمة. 

هذه خلطة مجربة، ومحاولة لتسهيل هذه العملية السنوية الشاقة. هذه الطريقة ليست الوحيدة وليست الأفضل أيضًا.

عن الكاتب

Tariq Al Khamis

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

طارق الخميس