random
جاري التحميل ...

يوم التأسيس

 

"يوم بدينا"

يوم التأسيس هو الحرف الأول في كتابنا، وهو باكورة أيامنا، ومستهل أمجادنا.

يقف التاريخ شاهدًا على مسيرة دولة مباركة، كان حجر الأساس فيها يوم الثاني والعشرين من شهر فبراير عام 1727م. في قلب نجد وقبل ثلاثمئة سنة، ولدت هذه الدولة العظيمة، المملكة العربية السعودية، في بلدة على ضفاف وادي حنيفة اسمها الدرعية، قرية صغيرة، يعتبر حيّ غَصيبة وحيّ المليبيد أهم أحيائها، يشتغل أهلها بالزراعة وقليل من التجارة. 


على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله، في منتصف عام 1139هـ، الموافق للثاني والعشرين من  فبراير 1727م، تأسست هذه الدولة العظيمة، وانطلقت مسيرة توحيد هذا الوطن قبل ثلاثة قرون. مر الزمان، وانتهت الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ، لكن المشروع العظيم استمر، وبقيت الدولة إلى يومنا هذا دولة عظيمة راسخة، تحمل إرثًا عربياً وإسلاميًا ضاربًا في القدم والعراقة، دولة طيبة اختارها الله لرعاية بيته الحرام ومهجر نبيه الكريم.


بصبر أهلها وكفاحهم وبذل دمائهم، كبرت هذه البذرة وصارت شجرة عملاقة تمتد من البحر الأحمر غربًا إلى الخليج العربي شرقًا، ويفوق عدد سكانها ثلاثين مليون نسمة.

بدأت هويتنا الوطنية من زمن المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - هوية راسخة تستبطن هويتنا العربية والإسلامية، وتسعى لجمع الكلمة تحت راية واحدة، ووجهة واحدة.


في يوم التأسيس نسترجع ذكرى اليوم الأول لهذه الدولة الطيبة، في زمن كانت فيه الجزيرة العربية تعاني من التفكك والفتن وضعف التعليم الديني والاجتماعي، اشتاق الناس إلى الأمن والاستقرار ووحدة الصف. شاء الله سبحانه أن يتغير هذا الواقع  كله، وانطلقت الدولة السعودية الأولى واستمرت وتوسعت، ووافقت رغبة عامة من أهل البلاد الذين عانوا من القلاقل، والنزاعات الأهلية.


آمن الراعي والرعية بمواصلة العمل والاجتهاد، حتى صارت هذه الدولة عصية على الأعداء ومتينة الأساس بتوفيق ربها، وبتكاتف أهلها. بداية من الإمام محمد بن سعود ثم ابنه عبد العزيز ومرورًا بعهد الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمه الله في الدولة السعودية الثانية، وانتهاءًا بعهد الدولة السعودية الثالثة، الذي بدأ على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه -  باني النهضة التي نعيش في رخائها ونتفيأ ظلالها.


ثلاثة قرون مرت والسعودية تنمو وتزدهر وتمد جذورها في هذه الأرض إلى اليوم. ثلاثة قرون، كان فيها ارتفاع وانخفاض، وانتصار وانكسار، لكن المحصلة النهائية كانت دولة قوية طيبة، وصل خيرها وأثرها جميع أصقاع الأرض.


أنا فرد من أهلها، ومسقط رأسي من العاصمة الأولى الدرعية، فلا غرابة أن تكون مناسبة يوم التأسيس عزيزة جدًا على قلبي. مناسبة شخصية ترتبط باللبنة الأولى في بناء هذه الدولة العظيمة والكيان الراسخ.


في العام الماضي وبأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، صدر الأمر الملكي الكريم باعتماد هذا اليوم مناسبة وطنية بمسمى يوم التأسيس، اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها.


أسأل الله أن يديم على بلادنا الأمن والأمان، وأن يحقق لقيادتها وشعبها جميع ما يتمنون، ويجعل عاقبتنا إلى خير. 

عن الكاتب

Tariq Al Khamis

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

طارق الخميس