random
جاري التحميل ...

عملات خفيفة؟!

 في هذه الأيام أصبح وجود "الكاش" معنا شيئًا نادرًا، فقد صرنا لا نحتاج إليه في 99% من الحالات، واسأل المتسولين أو الباعة المتجولين فهم من يذوق مرارة عدم وجود الكاش.

لنفترض وقوع عملة معدنية فئة ريال أو ريالين في يدك، مع أن هذا أمر تأباه (Apple Pay و Stc Pay)، وأنك قمت بتقليبها بين أصابعك؛ فعلى الأغلب ستلاحظ أن حوافها مسننة "مشرشرة"، وستكتشف أصابعك نتوءات منتظمة، وتلالًا صغيرة تحيط بهذا العملة. لكن لماذا؟ لمَ لا تكون حوافًا ملساء عادية فهذا أسهل في التصنيع وأنسب للمستخدم؟

الواقع أنها كانت كذلك، فحين صدر قانون العملات الأمريكي في نهاية القرن الثامن عشر، كانت حواف العملات ملساء سهلة الملمس.

 نص القانون على أن العملات المعدنية الأعلى فئةً تصنع من الذهب، والأقل منها تصنع من الفضة، أما السنتات فتصنع من النحاس الأرخص تكلفة. أُصدرت العملات الدائرية الملساء من الذهب الفضة والنحاس بشكل طبيعي.

 لكن مع مرور الأيام، نفث الشيطان في نفوس بعض اللصوص والمحتالين فصاروا يقومون ببرد هذه العملات، ويأخذون برادة الذهب أو الفضة ويبيعونها، ثم يتعاملون بالنقد من جديد وكأن شيئا لم يكن! لاحظ التجار أن أوزان بعض العملات قد نقصت عدة غرامات.

 فمثلًا العملة من فئة خمس دولارات كان من المفترض أن تزن 20 غرامًا أصبحت أحيانًا تزن 15 أو 16 غرامًا (وهذا مجرد مثال) مما يعني أن بعض وزنها قد فُـقد. 
ومع انتشار هذا الأمر وشكوى التجار منه، أُصدر قانون عملات جديد ينص على أن حواف العملة المعدنية يجب أن تكون مسننة تحتوي على نتوءات متعرجة كالأخاديد. هذه التلال الصغيرة جعلت اكتشاف بَـرد أي عملة مسألة سهلة، بالإضافة إلى أنها تجعل العملة المبرودة تالفة، وغير قابلة للاستعمال.

واليوم لم تعد العملة تصنع من الذهب أو الفضة أصلًا، ولكن هذا التقليد استمر حتى مع غياب العلة الحقيقية له.

وهكذا يستمر السباق وتحتدم المنافسة بين الناس "الفهلوية" الذين يحاولون الكسب من أي شيء، أو التميز على حساب غيرهم بأي وسيلة كانت، وبين المؤسسات التشريعية وأصحاب القرار، فكلما تذاكـى هؤلاء تشدد أولئك.

وكما قال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - : يحدث للناس أقضيةٌ بقدر ما أحدثوا من فجور.

ملاحظة: مساء اليوم فحصت عملة ريال معدنية وكانت حوافها ملساء! لا يهم سأنشر المقال.

عن الكاتب

Tariq Al Khamis

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

طارق الخميس