random
جاري التحميل ...

تسارع التقنية: بين الخوف منها والإعجاب بها


صورة مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي. ترصد التقدم التكنولوجي الهائل والاستقبال المختلط له من الإعجاب المتوهج إلى الخوف المتأصل


‏"التكنولوجيا لا ترجع إلى الوراء أبدًا". 

‏عبارة لا أدري أين سمعتُها ولا ممن تلقّيتُها، لكنني أراها اليوم حقيقة ماثلة لأعيننا جميعًا.


‏يتسارع التقدم التكنولوجي في عالمنا بشكل هائل، ما كان لنا أن نتصوره قبل بضعة عقود.

‏ لم يعد استشراف المستقبل الآن تكهنات خيالية، أو ضربًا من المبالغات مثل روايات هربرت ويلز أو إسحق عظيموف، بل ضرورة مُلحّة لفهم ما يخبئه لنا الغد.


‏لماذا قد يخاف البعض من هذا التقدم السريع؟

‏أذكر أنني تكلّمت مع رجل أعرفه عن الاستمطار الصناعي، ووافق أن ذلك  الموسم كان غزير الأمطار بفضل الله.


‏ غيثٌ عظيم استمر مدة طويلة على كل أرجاء المملكة.

‏كان هذا الرجل يقول أن الاستمطار الصناعي سيقطع المطر عنا، ويمحق البركة من أرضنا!

‏ والواقع أن الغيث كذَّبَهُ جملةً وتفصيلًا!


‏انخطف وجه الرجل واسودّ عندما قلت له أن غزارة الأمطار هذا العام قد تكون بسبب الاستمطار. رأيت في عينيه لمحة من الخوف ترفض هذا الاحتمال، وتتمنى أن تمحوه أو تلغيه من وجدانها، ومن تفكير الناس كلها.


‏لا أدري ممَّ يخاف الإنسان في هذا الشأن!؟


‏ربما يُخيفه أن يصبح مسخًا مدنيًا لا أخلاق له ولا مبادئ، أو يفزع أن يُعدّ هذا منازعة لله في ملكه! أو يُشفق على ذريته أن تتّخذ العالم إلهاً وتكفر بما سواه!؟


‏أو لعله  العجز عن التعاطي مع تقدم التكنولوجيا الهائل ومواكبته، الذي يتوجسون منه أن يُفقدهم عملهم ومزاياهم التي تعبوا عليها!

‏قد تكون هذه كلها أو إحداها أو شيئًا آخر لا أدري! 🤷‍♂️


‏يقول صاحبي: لقد وصلنا إلى القمة التكنولوجية وأعلى رأس الجبل في قصة التقدم. 

‏لا يعني أنه لا جديد سيأتي، لكنه يقصد أننا لن نستغرب وجود شيء بعد الذي نحن فيه الآن.


‏ لم نعد "نتفاجأ" من أي شيء، ولن يعرف مستقبلنا معنىً للدهشة أبدًا! الناس الآن قادرة على استيعاب كل الاختراقات العلمية وهضمها بسرعة.


‏أجدادنا القريبون  كانوا يذهبون إلى مكة مثلًا في سيارات بسيطة، وعلى طرق غير معبدة.

‏تقضي السيارة عدة أيام لتصل إلى مكة حيث إن أقصى سرعة لها: 40 كم تقريبًا على الأكثر!


‏يُكمل صاحبي: الرجل الذي كان يسافر بالسيارة حينها، لن يستغرب منا إذا وصلنا إلى مكة الآن في بضع ساعات! أي أنه ليس كالجيل الذي سبقه،

‏ الذين  كانوا يسافرون على الدواب، فهؤلاء ستُذهلُهم تجربة السفر بالسيارة -حتى ولو كانت بطيئة- وسيعدّونها اختراقًا هائلًا وفتحًا عظيمًا، ومفاجأة يتحدثون عنها أعوامًا!


‏في نهاية المطاف،

‏ يجب أن نوازن بين الحذر والتفاؤل في استشراف المستقبل.

‏ فالشخص العادي لا يلاحظ التطوّر المتسارع الدائم، إلاّ أنه يستشعر التغييرات المباشرة التي تؤثر على حياته بشكل لا يمكن التغاضي عنه.


‏التكنولوجيا تشكّل مستقبلنا، وعلينا أن نكون جزءًا فاعلاً فيها.

‏ نقبل تحدياتها ونسعى جاهدين للتكيف معها، مُحافظين على نظرة متفائلة نحو الإمكانيات التي تقدمها لنا هذه التطورات، ولو لم نتفق عليها مئة بالمئة 💯.

عن الكاتب

Tariq Al Khamis

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

طارق الخميس